10 يوليو 2009

لقاء عند الجدار


لقاء عند الجدار
كنا أنا وأنت... والجدار...كانت الدنيا سوداء..والحدود بلا نهاية أو أسوار ...
المسافات خلف حدود النظر...
الغروب بلا شروق...والشروق بلا غروب
الدنيا كسرت أطواق المستحيل المخيفة...والجدار يملك مفاتيح السعادة الأبدية
هذا الوقت الان بدون ثواني أودقائق أو ساعات... لعله أضاع وقته...
وصمت الخوف صامت ...
هرب عني كل مافي الوجود... وتخليت عن هويتي وعنواني ...
وبدت صورتك داخل عيني وحيدة في كون مظلم ...
الليل الأبكم غنى عندما امتزج الفجر بلونه الوردي في جوف الظلام ...
انتهى العالم عند عينيك الضيقة الصامتة... وبدأ عالمي الوهمي يكبر...
أسعدت ابتسامتك كل ضحكة في الوجود... ووهبتني زيفا ووعود...
جمعت نور النهار بين كفي... حب قيس المجنون ...وبقايا دموعي وأهدابي...
جمعت سنيني التي عرفتها... وأهديتك شمعة حياتي...
كلامك أذاب دنياي كحبة ملح تذوب في نهر عذب...
النهر العذب بين كفيك ... وعينيك تسقني...وأنا عطشى ولاأرتوي...
لايهمني حبيبي لو جفت عروقي... فأنا أشتاق الى الموت بين ذراعيك...
لايهمني ان احترق عمري بانتظار عودتك... فرماد جثتي يشتاق أن يهاجر مع رياح حبك نحو دفئ عينيك...
لايهمني حبيبي لو أصبح الجدار ورائي أمامي...شامخا كالجبل بيني وبينك...
سأتسلقه... وان ازداد ارتفاعا حبيبي سأتسلقه...ثم أتسلقه...
وان طالت المسافة بيننا سأشعل قلبي قنديلا يضيئ دربك ودربي ويدفئ بردك وبردي
أحبك حبيبي... وسأبقى بانتظار عودتك... عند الجدار...
حتى لو تكسر الجدار ورائي وتحول الى حطام يقطع ثم يدفن أشلائي...
ستبقى روحي تحت الحطام المنهزم بانتظار عودتك...
لأقف أنا وأنت من جديد ... عند الجدار.

اقرأ المزيد »

08 يوليو 2009

رحيل ورحيل





رحيل ورحيل

* نحو أحلامها وكوكب امالها ترحل الى دنيا الأمان والاطمئنان000 لامتمردين ولا مسلحين000 امراة سمراء نحيلة في منتصف العشرين000بعيون ذابلة متعبة000 وشفاه متشققة ترتعش شوقاً لقطرة ماء تنهمر على أرضها اليابسة المقفرة000 ومعدة من الجوع غدت أكثرملتصقة تمضي المرأة نحو المجهول هرباً من الماضي الحزين 000تخريب وهدم المنازل والبيوت000 غريزة الفطرة هي خريطتها وبوصلتها والقائد المبدع الراعي لها في قيادتها لرحلتها 000كانت تلتحف أشعة الشمس وكانت أشعة الشمس الغاضبة تلتحفها وتقرمشها000يحجبها عنها قطعة قماش لفت بها رأسها فتعرت قدميها000تتشق الأرض المتوهجة تحت خطواتها000 تزأر كأسد ٍ غاضب ٍ مع ملامسة قدميها لها مع كل خطوة000في حين كان يخرج صوت شاكيا ً باكياً00 ممن كان قد أعتلى صهوة كتفيها000 بين الحين والحين الاخر000 معلناً شكواه وأحتجاجه وأعتراضه على أصوات معدته الخاوية وندائاتها000 المهملة0



* نزل الفارس مجبوراً من على صهوة جواده الأسمر النحيل000 وعلت صرخاته معلنة الاحتجاج ومنتظرة ً الانصياع الكامل لرغباته 000تعجب الفارس المدلل000مابال هذا الفرس قرر فجأة التمرد و الارتياح000 انه ليس وقت الراحة أيها الفرس000 مهما عصف بك الظمأ000 انا خائف جدا وجائع ومتعب000 أريد حليبا000 بسكوتا000 أريد البعض من التفاح000 هيا يافرسي احملني000 الى صدرك ضمني000محتاج أنا لبعض الحنان000 خائف انا لاتتركني000 لاتنام000خائف انا يافرسي انا جد ظمان 000 هدد الفارس بتصعيد الموقف و نزع قطعة القماش عن رأس فرسه العشريني الأسمر000 ولأول مرة لم يلقى جواباً لتصعيده000 سحب يد فرسه التي ازداد وزنها وتخشب ملمسها000 واختفى الدفئ عن راحتها والنبض عن معصمها000 (ضمني يافرسي000 ضمني أنا خائف00
وان أردت أن تنام ضمني اليك ثم انسني00 ونام000 بين يديك أشم ريحك000 أتنفسك00 خذني اليك لأعيشك000 ضمني فرسي ونام)0


·* فارس قصير000 جمع حزن الكون في جيبه المقطوع000 وشوق المؤمن الساجد الراكع الى جنة الخلد التي تناديه ليكون طيراً من طيورها 000
حفرت دموعه على خدوده تجاويف000 ينتحب فرسه الأسمر الأصيل النائم000
يشكو 000جوعه طويل اللسان000الساخط000
جثم على ركبتيه000 مغلقاً عينيه بكلتا راحتيه000 راحتي فارس بثلاث سنوات000وغير بعيد عن الفارس 000و يفصله عنه عدة أمتار000كان هناك صائد شره على أهبة الاستعداد منقاره معقوف حاد000 وعيناه ممتزجتان ببريق الغدر و النصر الوقاد000 ثم وأخيراً000الانتصار ومن ثم الابتعاد
000أبعد جناحيه عن جسده معلنا ً الطيران000ثم وبطول خبرته وسعة وبالغ حكمته 000أدرك أنه يحتاج أيضاً الى بعض الصبر 000 ولعلها بعض دقائق000 لكن أين هو الصبر الان 000 لو كان الصبر في دكان ليشرى ويباع لاشتريته000
وفجأة000أطلقت عينيه شرارة ً سعيدةً000 ووهج انتصار...
000رفع أجنحته عالياً 000ولم تعد قدميه تلامسان الأرض ...
000 لعل الفارس القصير قرر أن يرتاح من عويله وصراخه ونحيبه 000 والى جانب فرسه النائم سيرقد بسلام0

اقرأ المزيد »

02 يوليو 2009

تحية اليك سجاني

تحية الى سجاني
عندما يعصف الموقف بحنايا الماضي التي حاكتها أحلام المستقبل البعيد تتصارع الاحلام مع ماضيها وتنحني عند هرم مستبد أصم أعمى .كان قد اعتاد المبيت بين دخان جثث محروقة بعد أن قضت عليها طعونه .اعتاد أن...يناقش ويناقش ليقتل بسلاطة لسانه ماتبقى من قوة عصفورمتعب وصل لتوه من بلاد ماخلف البحار ...مقنعا العصفور بالدخول برضى الى سجن نسجت أحلامه الوردية جدرانه..فيما حاك السجان حدود قضبانه.غنى العصفوركل يوم بلغة وطنه... أغاني أهله... وحنين حنينه.. معتقدا أنه سيستشرف في يوم النور...ويبصرُ في يوم ضوء الظلام فعقد عزمه على الغناء والغناء لسجانه...الذي كان قد اعتاد الرحيل منذ زمن ...وزمن غير قصير
* لذلك كنت دائماً ومن صميم قلبي ...أرسل لك تحية سجاني أغرقتي في كأس ماء...بقيود البيروقراية كبلتني... وبسوار الروتين شبكتني...مصيري ارتبط بمفتاحك العظيم...مفتاح التسلط

والهيلمان ...رسمت مستقبلي بألوان دخان سجائرك الرمادية ...وكلمة الرفض هي من أروع أسرارك وأكثرها دبلوماسية ...كم أنت رائع وأنت تبتسم ... وأنت أروع وأنت غاضب ...تصدر أوامرك وأنت مدرك أنها سترسم دربي ...ومع هذا أنت لست مكترث ...ومع مجادلتي الخجوله المتعبة ...أصبح أكثر مهلكة ...حلمي كان طيرتمتد أجنحته لتغطي نور الشمس يحلق متنصرا ًعلى ارتفاع السماء ...يحلق مسيطرا ًعلى بقاع الارض ... وعلى دموع الزمان ...لاينام ولايرتاح ... حتى يصل الى ذاك العنوان ... البعيد خلف سفوح المستحيل ...طيري كان طائر مبحر في محيطات النسيان ... بلا حدود بلا قيود ...بلا مفاتيح لزنزانته بلا جدران لحدوده ...لطالما تغلب على المستحيل ... وسخر من ماضيه الأليم ...تحيه لك سجاني ... عليت أسواري ... أغلقت أبوابي ... انتزعت شبابيكي ...ودفنتها مع أحلام طيري في حقل ألغامك الرمادي ...كم هي طويلة القمة التي كنت أطمح بتسلقها ... ومع امتلاكك مفاتيح القرار أدرك أني لن اصل أبدا ...سأبقى في وادي الدموع والشكوى ... لأرفع لك الكثير الكثير من المذكرات ...فهي سكيني الصغيرة لتفكيك قيودي ... وتوسيع حدود حدودي ...لذلك ...ومن جديد ...سأقول...تحية لك سجاني...

اقرأ المزيد »