08 سبتمبر 2009

زهور الزنبق


زهور الزنبق

العاشرة مساءاً... وليل مفجع يداهم شوارع المدينة... ناشراً ظله وحزنه على أغصان الزيزفون العتيق...

ووراء خيوط العنكبوت ألف ألف حكاية و حكاية ...

وقبل أن تتكسر أغصان زهور الزنبق كانت هناك أحجية خفية ...تكاد تكون ذات الوقت محكية...

خدعة الألف ميل المبتدئة دوماَ بميل مارست مهارتها على برائة طفولة الطفولة ...

وحتى لايضيع الحق وتهزم الإبتسامة القديمة ...

دفع ثمن مالا يقدر بثمن... كالعادة رخيصاً...

من يشتري الزنبق.... وهل حكم عليه أن يشرى ويباع ثم يزج به في براثن الضياع ...

العاشرة مساءاً... وقت خروج الذئاب العطشى نحو كبد المدينة ...

تشرب من دم خفاش جريح...

ثم تطبق الأنياب على نحر غزال قتيل ...

...

بللت دموع قطرات المطر بماء أجاج شعر وكتف صاحبة العيون الجذلى ...

فكانت كمن تحمم بعطر وتنشف بنور...

وكيف لا ...؟؟ فلا زالت هي بعمر الزهور... يحاول جسدها الغض الطري الخروج من شرنقته الصغيرة... بعد صبر دام عقد وقبضة من السنين ...وفي عقلها وقلبها سكن حنين الحنين للعب مع صديقاتها في الابتدائية...

ناء جسدها من كثرة اللف والدوران... فقد جابت اليوم شوارع جديدة ناشرة ً زنبقها على حبل الغسيل...

...

إقترب صاحب السيارة الفارهة من إناء زهور صاحبة العيون الجذلى ...

شدته رائحة الفقر فيها...

كان الثلج قد غطى فروة رأسه منذ زمن ... وحفرت السنين أخاديدا في قفر وجهه ...

وإختبئ كل الباقي منه عن الورى... خلف نظارة كبيرة سوداء...

و عندما سألها عن سعر كل الزنبق بيدها ... إمتدت اليها قضب الأمل بالعودة الى برد بيتها ...ونضح الماء من صخرة جوعها وإنهاكها ...

طأطأت رأسها وردت بخجل ( كما تريد ياسيدي ) ...

وعندما مدت بأغصان الزنبق نحو السائق ...غزا الرعب قلبها الصغير عندما رأت إبتسامته المصفرة... و قد تجلت عن أنيابه الرمادية... فزادت الأخاديد على قفر وجهه عددأ وعمقاَ...

(إركبي السيارة ... إركبي في المقعد الخلفي... سوف أعطيكي ثمن زنبقك...

ثم أعيدك لبيتك...

هل هو بعيد ؟؟؟... قديم أم جديد ؟؟؟ )

(رددت بتردد ... بيتي بعيد ...أسكن مع أمي وإخوتي وهم بإنتظاري في بيتنا القديم)

فتح باب السيارة الخلفي ...وسرعان ما إختفت صاحبة العيون الجذلى في جوف حديد...

تحركت العجلات الضخمة فوق زهور زنبق بطعم الدم...

ثم إنطلقت المركبة إلى البعيد ... البعيد ...

تاركة ًورائها جدائل صاحبة العيون الجذلى على إسفلت الشارع المظلم مجروحة .

0 التعليقات:

إرسال تعليق