26 يونيو 2009

بائعة الحنة...!

بائعة الحناء حناء... حناء جئت اليوم ابيع الحناء للنساء والبنات العذارى والمتزوج اتابيع كل ماهو جميل احلام كلام بقايا أوهامأبيع الحناء أنا, للفرح وللأعياد ,قربوا يابنات, قربوا يابنات على صوت أم مفرح في سوق النساء الشعبي ,على صوت دعواتها للشراء ,بصوتها الأجش العميق كانت قد لبست قفازا مجعدا ً خشناً على يديها او.. لحظة ... لعل القفاز هو جلد يديها ...غريبة هي ... لما لاتستخدم مرطباً لهذا الجلد المريض ...غطى نقاب ام مفرح وجهها الضاحك...وتحت نقابها وفوق جلد وجهها سكن ألف ألف سرٍ دفين ... هي في الخمسين من عمرها او الستين ... أو السبعين ... لايهم المهم أنها هي بائعة الحناء في السوق الشعبي تبيع الحناء.. للفرح .. وبنقود ماتبيع تشتري مايجعلها تعيش ... هي معادلة صعبة هل تساوي بضع ريــالات سعر انسان وهل وتساوي حياة لكن المعادلة المستحيلة عند ام مفرح متعادلة الطرفين ...نقود ماتبيع من حناء هي لسداد ايجار بيت الطين ... ولسداد فواتير( الكهرب والماء) وشراء ما تسميه هي (حب السكر اللعين) ... (حبوب الضغط) ... السكر ...وألف اه من الضغط ... فالولد تخرج ولم يلقى وظيفة ... والبنتين مالهم لابزواج ولا بدراسة ...نوف على الكرسي ... ونورا تساعد أختها...واللحمد لله البسطة موجودة والحناء موجودة ... وماحد ميت جوع ...

*أطلقت أم مفرح العنان لصوتها من جديد حناء ..حناء عندما انتصف الظهر وارتفع صوت الاذان (الله أكبر. الله أكبر)


وبدأت أشعة الشمس تغزو بسطة ام مفرح و تصبح أكثر توحش ... لتضرب رأس أم مفرح بلا رحمة ... أو هوادة ... معلنة انها الأقوى والأشد والأعنف ...


وعندما أخذت أم مفرح تستعد للنهوض ثم الوضوء والصلاة ...باهتها صوت عالي رجولي لم تعتد أن يباهتها من قبل فأذنها اعتادت سماع اصوات النساء ...رفعت راسها ببطئ بطيئ لتعرف من هو الداعي ...


فهاجمت أشعة الشمس عيناها المجهدة ...حاجبة عنها معرفة هوية المنادي ....


من انت ؟. ليش متشوفين ... متعرفين انك مخالفة هنا ... خربتي المنظر الحضاري للمدينة بصوتك وشكلك...


يلى من هنا !.وين أروح؟.معرف ... شيلي اغراضك ... يلى ... على وجه السرعة ... !. وين اروح؟. مو شغلي ... والله انت والي زيك ماتستحون ... وين أهلك ... وين زوجك ... وين عيالك! .. يلى!. وين اروح ؟


*على الغضب رأس الموظف ووصل منه ماوصل ...شمس حارقة على رأسه ... (والرجل لسه بعد مافطر) الشهر بااخره ... والزوجة عند أهلها ... أقساط السيارة والمدرسة ...فأمسك بأكياس الحناء ... ورصيف الشارع القديم بها ... حناء !!


وسحب البساط الذي افترشته ام مفرح ... وبعيد رماه ...ثم هرب مسرعاً الى سيارته كأنه رأى ملك الموت متجسدا في تلك اللحظة أمامهركب سيارته ... ورحل.

طبعا ً ام مفرح لم ترى وجه الموظف العصبي الجائع ... ولم تعرف اسمه !


جلست على الأرض مكان ماكان من بسطة الحناء ...خدها على يدها ذات القفاز المجعد الخشن ...


تملئ عيناها حتى الشبع من مابقي من الحناء ... تتذكر وجه أبو العيال ...


هو الان يسكن تحت التراب كرسي نوف (خربان يبغى له تصليح ) عيون نورا التي تستقبلها كل يوم ...انتظار مفرح للوظيفة ...


الطويل الطويل


1 التعليقات:

iPlato يقول...

دائما ماتعجبني كتابتك ويجذبني قلمك ... تحيتي وانتظاري للمزيد

دمتي بود
افلاطون

إرسال تعليق