25 يونيو 2009

قبل أن تروح الروح ... !


هربت الافكار والمبادئ عن مخيلته ...وهربت الدنيا والذكريات وبريق الاحلام والامال... التي لطالما لهث راكضا ورائها
سهر ليله وربطه بنهاره ليحققها... اقتنع هو اليوم انه موجود ليصنع وابدا لايصنع... هو مسلوب ولم يكن في يوم سالب...تلاشت الخطوط العريضة عن سماء حياته وهربت فزعة... او انه هو من طردها مع زحمة دموعه واحزانه...وكل ماتبقى له من حطب الدنيا هو هذا الحبل.. الذي هو بيده... ابن اللحظة بات هو الان...ينفذ اوامرها ويطيع دهائها الشيطاني...وينفذ تعليماتها بادق التفاصيل...

امسك طرف حبل حياته بيد... والطرف الاخر باليد الاخرى... سحبه بطلنا وكانه يختبره...هل هو قوي فعلا ام هو كشخصية بطلنا رفيع مهزوز...
وحتى يتاكد من جودة الحبل صنع منه بطلنا ربطة عنق.. من طرف..ولف الطرف في الجهة الثانية حول مقدمة جسر معلق..وعلى حافة الجسر المعلق اخر اماله علق..ولانه بلا هوية بات الان وليد اللحظة... قرر فجاة ان يستخرج اهم واخر شهادة في حياته ليضمها الى كل شهاداته... شهادة الميلاد... التطعيم... الثانوية... البكالريوس... حسن السيرة والسلوك...ولكن هل هو فعلا حسن السيرة او حتى السلوك

تجمعت فوق ظهره هموم رحلته... هواياته المقتولة... انطباعاته المسروقة...حبه الممنوع... وكيف لايكون ممنوع... فهو وليد اللحظة... بلا اصل وحسب ونسب... وحبيبته ويال العجب تملك اعظم شهادة امتياز... فهي فلانة بنت فلان...من قبيلة فلان...

استجمع قواه المهدورة والقى عن كاهله كل عبئ اوحمل غبي كان يوما يحمله وبكل بساطة اخذ نفسا عميق ... عميق جدا...واخيرا...اغمض عيناه لانه اعتقد انه لن يحتاجها بعد الان... واكيد لانه فعلا جبان... وبكل بساطة... اقترب خطوة الى الامام... ليدرك فعلا ان لاارض الان تحت اقدامه وفوقه لايوجد سوى سماء... هو حر الان في الفضاء وهو فعلا وليد لحظته الشيطانية...
اشتدت ربطة العنق حول عنقه وبدات اكثر مؤلمة واخذت تسحب الروح عن جسده... ارتدت الى مخيلته صورة من كانت في يوم حبيبته..وجه الموظف المشغول دائماوقد تجعدت ملامحه غضبا... وارتدت الى اذنه المزرقه الان صدى كلماته..الموظف الشائط...
لانحتاج موظفين جدد... تذكرعجلة زرقاء صغيرة اعتاد ان يركبها ويطير عندما كان في يوم طفلا صغيرا... هاجمت مسمعه وبلا استئذان ...كلمات من القران الكريم حفظها منذ زمن بعيد (وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً )...... (وَلآ تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ)
ثم راى كتاب القراءة في صف الاول الابتدائي ...وبدون اسئذان عادت من جديد...كلمات كانت موجودة في ذكراه منذ الازل اقرا... اقرا... اقرا... (ان الله مع الصابرين.....)( اذا صبرو..) ..
طارت الكلمات بسرعة واصطدمت ببعضها البعض ثم تجسدت امام عينه صورة امراة يخرج النور من وجهها ضاحكة متبسمة وعندما جمع كل قوته الراحلة عنه ...عرف انها صورة امه... وانه لم يكن قط وليد اللحظة وانما كان قتيل اللحظة.

5 التعليقات:

.... يقول...

تسجيل حضور, وأمنية بالنجاح
:)

بن جندان يقول...

مبدعه على الشاشه ومبدعه على الكيبورد
شكرا والي الامام وتمنياتي لك بالتوفيق

iPlato يقول...

إحساسكِ الأجمل سيدتي .
مني لك تحية وامنيات بالتوفيق والتقدم
افلاطون

غير معرف يقول...

يقال احرق مكتبه ولا تكسر قلم كاتب

اذا للأدب والفصاحة عنوان فهو انتي سيدتي

تحياتي

aziz يقول...

الله روعة شيرين.. لي عودة,,
لك عالم هنا وهناك
انا عبد العزيز كلاكيت ثاني مرة :)

إرسال تعليق